الخميس، 11 سبتمبر 2014

التحرش الجنسي في اليمن

في مطلع الاسبوع الماضي وبينما كنت ماشيا في احدئ شوارع مدينة حده في قلب العاصمه صنعاء استوقفني مشهد مخزي اثار في نفسي مشاعر السخط علئ مجتمعنا اليمني برمته.
حيث شد انتباهي منظر لفتاة تبدو في العشرين من العمر كانت تمشي علئ مقربه من امامي والمشهد يبدو طبيعي لولا انه في مجتمع يمني يسوده الكبت خصوصا وان الفتاه كانت ترتدي بنطال جينز يغطي معظمه جاكت طويل بالاضافه الئ حجاب يغطي جزء كبير من شعرها الاشقر التي يبدو من خلاله انها محاوله بائسه منها لتقليدعارضة الازياءالالمانيه الشهيره( كلوديا شيفر).
ولكن المنظر المستفز انه ما ان اقتربت الفتاه من جانب احدئ المحلات التجاريه المزدحمه حتئ حملق الجميع لها بنظرات ربما قد تخرق الصخر ولم يتوقف الامر عند هذا فقد اقترب شابان من الفتاه لدرجه الملامسه وبدا يتمتمان بكلمات ربما قد يفهمها الكل واقل مايقال انها قاذعه مع محاوله لمس اجزاء من جسم الفتاة.ولم ينتهئ المشهد اذ بدا كل من كان في الرصيف بتوجيه صرخات الاستهجان والاستفزاز والتحرش في وجهه الفتاة عندها وقفت مذهولا وانا اعض شفتاي من استفزازية المشهد و انا  اراقب الفتاة وهي تسرع الخطوات مبتعده وافكر في موقف الفتاة من هكذا واقع ومجتمع؟
لطالما ودائما واجهت مثل هذا المواقف من حالات التحرش الجنسي في اليمن  والذي اصبحت اعتياديه ولكن ربما اغلبها حالات فرديه وليست بهذا المشهد الجماعي الذي يعكس تفشي حالات التحرش في اليمن لدرجه كبيره في مقابل السكوت والتستر ومحاولة التبرير في مجتمع اقل مايوصف انه محافظ كاليمن .
وفي تقرير لاستطلاع اجرته منظمه(اثر)جاء فيه ان نسبه النساء اليمنيات التي يتعرضن للتحرش تصل الئ 98.9% رغم هول الرقم الا انه ليس مفاجئا فقد يصل الحد الئ نسبه ان من بين كل عشر نساء يمنيات تسع نساء منهن يتعرضن الئ تحرش جنسي بشكل شبه يومي وهو مايضع اليمن في الترتيب الثاني بعد افغانستان في اكثر دول العالم تحرشا بالنساء.
الكبت الذي يعيشه المجتمع اليمني قد يشكل كارثه تتفاقم كل يوم في ظل مايحدث من تجاهل متعمد لهذه المشكله الذي ربما تساهم عادات المجتمع في تغذيتها ومحاوله التبرير لها خصوصا في مجتمع ذكوري كاليمن يحمل المراة جل اخطائه مايضطر اغلب النساء الئ السكوت عن هكذا حالات خوف من العواقب والتعبات في ظل نظره مجتمعيه تحملها المسئوليه الكامله علئ الرغم من حصول اعتداء علئ حقوقها في العيش الامن والكريم.
وايضا من السلبيات الكبيره في هذا الموضوع هو وقوف الدوله واجهزتها موقف المتفرج في موضوع يدمر البنيه المجتمعيه ويضر بالكثير من حقوق المراة المسلوبه اساسا في البلد ويعرضها للاضطرابات النفسيه ويساهم في اقصائها من الحياه اليوميه والعمليه في المجتمع لذلك وجب علئ الدوله محاربه هذه الافه بوضع مواد في الدستور تكفل للمراه حريه العيش الامن في المجتمع وتكافؤا فرص المساواه في الحياه مع الرجل ووضع عقوبات وقوانين رادعه لمن تسول له نفسه المساس بحريات الاخرين والتعدي عليها باي شكل من الاشكال....
*****

7
ايلول
2014
alnoras_1991@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق