الأحد، 21 ديسمبر 2014

صنعـــــاء...والمدينة الفاضله

صنعـــــاء القديمة
خمس سنوات مضت منذ اول مرة وطئت قدماي صنعاء. تلك المدينة التي كانت يوما ما مدينة فاضلة في مخيلة ذلك الشاب القادم من ريف اللواء الاخضر ترك خلفة المطر والعصافير ورائحة تراب الارض الندي..
لطالما اعتقدت كثيرا انني حين اصل صنعاء ساكون علئ موعد مع مشهد  مثير لقوات الشرطة وهي تحاصر احدئ الاماكن ويظهر في نهاية المشهد احدئ اللصوص مكبلا بالقيود وهو يساق الي سيارة الشرطة تماما كما كنت ارئ ذلك يحدث في المدن في افلام المطاردات البوليسية .
اخيرا ساتخلص من مشكلة الكهرباء في قريتي الصغيرة التي كان علي انتظار قدوم الليل لاتمكن من مشاهدة التلفاز ولكن في صنعاء لن يلزمني ذلك .اذا اردت مشاهدة فيلم بامكاني الذهاب الئ السينما لمشاهدته في صنعاء توجد الكثير من دور السينما.
كل شي فيها سيكون رائع شوارعها المنظمة واشجارها المنتشرة في كل مكان الورود تملئ جوانب الطرقات وتماثيل المشاهير تنتصب شامخة في شوارعها علئ غرار الشانزليزية وبيكاديلي وول ستريت التي طالما ابهرتني في الافلام الاجنبية .
اخيرا ساكون قادرا علئ زيارة المتاحف لاطلع عن قرب اثارالحضارة اليمنية القديمة التي طالما ادهشني وصفها في مناهج التعليم الذي درستها.
لطالما استمتعت بقراءة مسرحيات الكاتب الانجليزي العظيم وليام شكسبير من المؤكد في صنعاء توجد الكثير من المسارح باستطاعتي مشاهدته احدئ العروض المسرحية الجميله علئ خشبات احدئ المسارح.
لازلت اتذكر تلك الشعور الذي يتملكني وانا اقف منصتا خلف شاشه التلفاز لاشاهد رائعه تشايكوفسكي (بحيرة البجع)واظل اراقب راقصات الباليه وحركاتهن الرشيقة والمتناغمه مع صوت الموسيقئ .الان صار بامكاني الحضور الئ اقرب دار للاوبرا في صنعاء لمشاهدتها من المؤكد في صنعاء العديد من دور الاوبرا..
من يدري ؟ان صنعاء كانت في مخيلتي بمثابة المدينة الفاضلة..
كل تلك الاحلام تبخرت مثل دخان سيجارة في الهواء منذ اول يوم قضيتة في هذة المدينة الكئيبة.اللصوص والمجرمون يسرحون في شوارعها المكتظه بالمخلفات والعشوائيات.الكهرباء شبه معدومه .مدينه بلا معالم لاتوجد فيها مسارح ولا دور سينما حتئ الاوبرا لاتعرف صنعاء معنئ هذا الاسم!!
لايملئ شوارعها سوئ المجانين باشكالهم الرثه والمتسولون بثيابهم المهترئه والشي المتواجد بها بكثره تقريبا هو المساجد التئ تملئ ازقة المدينة التي تخرج منها اللعنات علئ اولئك الكافرون..
الشي الوحيد الذي كنت افتقده في قريتي ووجدته في صنعاء هو اقتناء الصحف.انا الان في صنعاء اذهب كل صباح الئ المكتبة لاطالع الصحف واقرأ كل صباح عن المجازر والجرائم التي ترتكب كل يوم في هذا البلد......
20.كانون اول.2014


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق